قرأتُ في وجهك عنواناً آذَنني بالغَدْرِ إيذانا
تالله أنْسَى ماذكرتُ الصِّبى بل ما ذكرت الله لهفانا-
يومَ التقينا فتجهمتني تجهُّم المديونِ دَيَّانا
وكيف أنسى ذاك مستيقظا ولست أنسى ذاك وسنانا
طلعتُ من بُعد فأوهمتني أنك قد عاينت شيطانا
لاقيتَني ساعة َ لاقيتني أثقلَ خلق الله أجفانا
كأنما كنتَ تضمَّنت لي ردَّ شبابي كالذي كانا
أو طمَّ بحر الصين في طرفة ٍ أو كَسْحَ أروندَ وثهلانا
أو كلَّ ما لم يستطع فعلَه عيسى ولا موسى بن عمرانا
ياحَسَنَ الوجه لقد شِنْتَهُ فاضمم إلى حُسْنِك إحسانا
أنت ملولٌ حائل عهدُه تصبغُك الساعات ألوانا
تصرم ذا الوصل وتضحي الى من يجتوي وصلَك ظمآنا
حتى إذا واصلَ صارمْتَه أوسُمتَه صدَّاً وهجرانا
وتستلينُ الدَّهْر ذا خُشنة ٍ فظّاً وتستخسن من لانا
وتعقد الوعدَ فانجازُه خُلفٌ إذا إنجازهُ آنا
حتى إذا أنجزته مرة ً مَنَنْتَهُ سرا وإعلانا
وماأحبُّ الواعدي مُخلفاً كلا ولا الممتنَّ منانا
حذَّرتني الناسَ فقد أصبحتْ نفسي لاتألف إنسانا
أهنتني جداً فأعززتني رُبَّ امرىء عَزَّ بأن هانا